التاريخ : 2018-07-03

الراي نيوز

صالح الراشد

أصبحت صفقة القرن هي الشغل الشاغل للعالم ولا يخلو مجلس ايا كان من طرحها ومناقشتها, فصفقة القرن أو لعنة القرن وربما صفعة القرن ترتكز على دعم لامحدود للكيان الصهيوني وتبحث عن طرق شيطانية للمزيد من تهجير الشعب الفلسطيني الذي يعيش غالبيته خارج وطنه السليب من الصهاينة أو من أبناء جلدتهم الذين سلبوا سلطات الشعب , فصفعة القرن للأمتين العربية والاسلامية تقوم على جمع المهجر وتهجير المجع, فاليهود سيتم جمعهم من شتى بقاع الارض فيما الفلسطينيون سيتم توزيعهم في بقاع الارض.

هذه النظرية المغلوطة في التعامل مع الشعب الفلسطيني تجعلنا ندرك كم هذا العالم مقيت وظالم, وكم ظلم ذوي القربى أشد من الحسام المهند, فصفعة القرن التي يسعى الرئيس الأمريكي جاهدا لفرضها بقوة السلاح والتهديد الاقتصادي لا زالت تراوح مكانها على الرغم أنها ليست وليدة الفترة الحالية بل انطلقت عام 1951 في مؤتمر باريس, فيما اليوم موعد التطبيق وليس الاعلان حسب فكرهم المحدود.

وللوصول الى هذا الهدف كان على القوات الامريكية الدرع الأمين للكيان الغاصب لأرض فلسطين ان تسقط القوى العربية الواحد تلو الآخر, فتخصلت من جمال عبد الناصر والملك فيصل ثم اتبعتهم بصدام حسين وهنا اصبحت الساحة خالية للتلاعب في أمة تقلص طموحها من أمة عربية كاملة الى دول كل منها يبحث عن التفرد بذاته, لتضيع ليبيا ثم اليمن وأصبحت مصر في مهب الريح وتم اقتلاع القوة السورية, وفي جميع هذه الثوات كان الفلسطينيون جزء هام من معادلة العداء في تلك الدول لتتغير نظرة العالم العربي لأهل فلسطين, حتى اصبحنا نسمع حديثا لبعض الجهلاء يقدمون فيه الدعم والولاء لبني صهيون ويشتمون الفلسطينين حتى وصل الأمر الى ايران في نهاية المطاف حين شتم الايرانيون فلسطين كونها سببب علل الدولة الايرانية.

لقد احتاجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يسير الى جوارها كظل العبد وليس الحرالى تدمير الوطن العربي للحفاظ على الكيان الصهيوني, وكان بإمكان أوروبا والولايات المتحدة توفير الجهد والارواح لو تعاملوا بمنطق الاحداث الذي دعى اليه النائب طارق خوري في تغريدة على تويتر حين قال ' لماذا لا تكون صفقة القرن ايجاد وطن لليهود من حيث أتوا بعيدا عن فلسطين المحتلة', وهذه الرسالة هي الأفضل لصفقة القرن وبالتالي يعود السلام والأمان الى المنطقة ونتخلص من شرور أسوء رجال اوروبا التي عليها ان تستعيد يهودها , وهذه نطرية مشابهة لما قام به الرئيس الامريكي أوباما في الارهاب حين قرر اعادة تصدير الارهاب الى الدول التي انتجته, ونحن نريد ان يتم إعادة تصدير اليهود الى الدول التي قدموا منها, كون فلسطين المحتلة لا تصلح وطنا لهم لأنهم بحاجة الى البقاء في حالة حرب من أجل مجرد حياة يحيونها في وطن مسروق.

ما طرحة النائب طارق خوري هي رسالة الى الأمة العربية وأصحاب القرار فيها بأن المعادلة الحالية المعكوسة يجب ان تعود الى اصلها ويرتحل اليهود من حيث قدموا ونحن ندرك ان المجتمعات الاوروبية والأمريكية تنبذهم وترفضهم ويريدون التخلص من بقاياهم الموجدة في القارتين من خلال صفقة القرن لتصدير اسوء مخلوقات الارض الى فلسطين المحتله.